تقوم الكتابة الإنشائية لتحليل نص فلسفي على المطالب التالية:
I مطلب الفهم أوالتاطير الاشكالي:
الهدف العام من وراء التأطير الإشكالي سواء في تحليل للنص هو إبراز حدود الإشكالية و طرح المشكل الفلسفي. لهذا يجب أن يتوفر في التأطير الإشكالي الشروط التالية:
1ـ تأطير الموضوع في إطار الإشكالية الكبرى، و غالبا ما تكون عنوان الدرس الذي يرتبط به الموضوع.
2ـ تحديد القضية التي يثيرها الموضوع تحديدا دقيقا.
3ـ إبراز المفارقات التي تتضمنها هذه القضية، على شكل تصورات أو فرضيا متعارضة.
4ـ صياغة تساؤلات تعبر عن هذه المفارقة في صيغة مشكل فلسفي.
II العـرض:
يشكل العرض القسم الأكبر في الموضوع الإنشائي، و يشمل:
II-I) التحليل:
يعد التحليل خطوة أساسية و حاسمة في بحث الموضوع المطروح، من خلال توضيح و تعميق للعناصر المعرفية و الحجاجية، و من جهة ثانية في بحث حدود المواقف و رهانات الإشكال.
في حالة تحليل نص فلسفي:
يقوم التحليل في النص الفلسفي على الخطوات التالية:
1. استخراج المواقف العامة للنص، من خلال ضبط جيد للخيط المعرفي الناظم بين أجزاء النص؛ و يجب أن تكون هذه الفقرة تعبيرا شخصيا، لكن دون إضافة أي فكرة من خارج النص.
2. لا بد من ربط الأطروحة ( الموقف العام) بالعناصر الواردة لاحقا في التحليل من خلال طرح سؤال رابط من قبيل: كيف يبنى النص موقفه معرفيا و حجاجيا ؟.
3. ضرورة توضيح الأفكار الجزئية لكل فقرة من النص؛ أما إذا كان النص عبارة عن فقرة واحدة، فيطلب تتبع النص في أفكاره من خلال توضيحها بشكل عميق، و اكتشاف المعاني الخفية وراء الكلمات و السطور، من خلال الاهتمام بالمفاهيم الواردة في الجمل.
4. يجب أن يقدم هذا الشرح أفكارا جديدة، و لا يجب أن يكون مجرد إعادة لكتابة للنص بلغة أخرى.
5. يجب الاهتمام بالعلاقات الموجودة بين الأفكار من خلال الاهتمام الجيد بأدوات الربط الموجود في بداية أو نهاية كل جملة، لأن هذه الأدوات هي التي تحدد البنية الحجاجية و طبيعة الترابط المنطقي و الموضوعي للنص.
6. في عملية توضيح و شرح الأفكار لا بد من تقديم أمثلة و أدلة من خارج النص حتى نتمكن من رفع الغموض.
7. يجب الاهتمام داخل تحليل الأفكار بالحجج التي يقدمها النص، بإبراز هذه الحجة و طبيعتها، و لا يجوز إطلاقا ترك بحث الحجج إلى نهاية التحليل.
في نهاية التحليل يجب صياغة استنتاج يقوم بوظيفتين:
الوظيفة الأولى: الربط بين التحليل و المناقشة.
الوظيفة الثانية: محاكمة داخلية للنص من خلال إبراز مدى التجانس المعرفي بين أفكار النص و مدى قوة الحجج التي قدمها، مع بيان أسباب ذلك الحكم.
II- II) المناقشة:
تمثل المناقشة اللحظة التي يتم الاعتماد فيها على الملخص الذي حصل عليه التلميذ في القسم.
غاية المناقشة إبراز قدرة التلميذ على خلق حوار بين موقف النص و مواقف فلسفية أخرى، غير أن الأهم ليس هو المواقف في حد ذاتها و إنما حسن تدبير و تسيير هذه المناقشة بين الفلاسفة؛ لهذا يتوجب من التلميذ إظهار مرونة كبيرة في التنسيق بين المواقف من خلال أدوات ربط متنوعة و ملائمة للسياق.
في هذا الإطار يتوجب قبل الدخول في المناقشة ربط التحليل بالمناقشة من خلال طرح السؤال التالي: ما قيمة الموقف الفلسفي للنص داخل النقاش أو تاريخ الفلسفة ؟.
اعتماد أدوات ربط في بداية عرض كل موقف فلسفي، تكون ملائمة مع طبيعة العلاقة الممكنة بين الموقف المراد عرضه و موقف النص.
يجب الإشارة بشكل واضح و دقيق لمضمون الموقف الفلسفي، مع ضرورة كتابة اسم الفيلسوف كاملا و بشكل سليم؛ و إذا كان الأمر يتعلق باستشهاد أو قول، فلا بد من موضع نقطتين (:) و فتح مزدوجتين في بداية القول و غلقهما في نهايته » ... « مع عرض حرفي للقول دون أدنى تعديل فيها.
يجب داخل المناقشة بيان الاتجاه الفلسفي أو الخلفية الفلسفية للموقف المعروض، و ضرورة عرض الحجج التي يدعم بها الفيلسوف موقفه؛ لأن النقاش بين الفلاسفة هو نقاش بين الحجج التي يقدمها كل واحد.
يجب عدم الإكثار في عدد المواقف؛ لأن قيمة المناقشة تكمن في أهمية المواقف من حيث مضمونها و شكل إدارة المناقشة من طرف التلميذ.
في نهاية المناقشة لا بد من صياغة فقرة استنتاجية تبرز أهمية الموقف الفلسفي للنص داخل تاريخ الفلسفة؛ من خلال القول.
انطلاقا من معطيات المناقشة السالفة، يمكن القول أن القيمة الفلسفية لموقف النص داخل تاريخ الفلسفة تكمن في كونه [(مدخلا) لنقاش امتد متشعبا في توجهات متعددة]؛ [(استمرارا) لنقاش بدأ في تاريخ الفلسفة ] [(يعد لحظة متميزة في النقاش الفلسفي]؛ و يتضح ذلك من خلال الأفكار التي قدمها النص، التي يمكن اعتبارها (منطلق أوليا و أساسيا للبحث الفلسفي في الإشكال المطروح) (إضافة نوعية في النقاش الفلسفي في الإشكال المطروح) (منعطف رسم توجها جديدا في النقاش الفلسفي في الإشكال المطروح).
IIIالخاتمة:
عبارة عن استنتاج يعبر عن وجهة نظر شخصية دون ذكر ذلك، من خلال تقديم ملخص لمعطيات التحليل و المناقشة من جهة، مع ضرورة تقديم جواب حول الإشكال المطروح في المقدمة، و من جهة ثانية إبراز أهمية الإشكال و الجواب معا؛
من خلال القول مثلا:
يمكن، في نهاية موضوعنا، تقديم حل تركيبي للإشكال المطروح من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين موقف النص والموافق الفلسفية الأخرى، تتمثل فيما يلي: .........................
و لا شك أن هذا الحل الذي يفرزه النقاش الفلسفي يطرح من جهة أهمية الإشكال داخل الأفق ( الوجودي الواقعي للحياة الإنسانية )؛ ( السياسي و الأخلاقي الواقعي للحياة الإنسانية )