JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

المحور الثالث: الرغبة والسعادة





المحور الثالث: الرغبة والسعادة


المحور الثالث: الرغبة والسعادة
نص أبيقور : اللذة والسعادة
" تنقسم الرغبة إلى رغبات طبيعية، وأخرى لا طائل منها، وأن الأولى بعضها ضروري وبعضها الآخر طبيعي فحسب والرغبات الضرورية بعضها ضروري للسعادة وبعضها لسكينة الجسم، والبعض الآخر للحياة كلها. إن القول السديد في الرغبات هو الذي يرد كل تفضيل وكل اشمئزاز إلى سلامة الجسم وطمأنينة النفس، إذ في كل ذلك تكمن الحياة السعيدة الحقة. فأفعالنا كلها ترمي إلى إقصاء الألم والخوف، وحالما يتحقق ذلك يضعف اهتياج النفس، إذ لم يعد الكائن الحي في حاجة إلى الاتجاه نحو شيء ينقصه أو إلى البحث عن شيء آخر يتمم به راحة النفس والجسم. وفعلا نحن لا نحتاج إلى اللذة إلا عندما يكون غيابها سبيا في الشعور بالألم، في حين أن غياب الشعور بالألم لا يجعلنا بحاجة إلى اللذة.
لذلك تقول إن اللذة في بداية الحياة السعيدة وغايتها، وهي الخير الأول الموافق لطبيعتها والقاعدة التي تنطلق منها في تحديد ما ينبغي اختياره وما ينبغي تجنبه، وهي أخيرا المرجع الذي نلجأ إليه كلما أخذنا الإحساس معيارا للخير الحاصل لنا، ولما كانت اللذة هي الخير الرئيسي والطبيعي، فإننا لا نبحث عن أية لذة كانت بل نحن نتنازل أحيانا عن لذات كثيرة نظرا لما تخلفه من إزعاج، كما أننا نفضل عليها آلاما شديدة إذا ما كانت هذه الآلام تسمح بعد مكابدتها طويلا بالفوز بلذة أعظم. وعلى هذا الأساس فإن كل لذة هي في ذاتها خير، إلا أنه لا ينبغي أن نبحث عن كل اللذات وفي نفس السياق، كل ألم هو شر، إلا أنه لا ينبغي أن نتجنب كل ألم بأي ثمن أيا ما كان الأمر يجب أن تحسم القرار في كل ذلك انطلاقا من الفحص الدقيق لما هو مفيد ولما هو ضار، ومن المقارنة بينهما، إذ تجدنا أحيانا ننظر إلى الخير كما لو كان شراء وإلى الشر كما لو كان خيرا."
تحلـــــــيــــــــل النص أبيقــــــــــــــــــــــور
1 التحليل المفاهيمي
العلاقة بين مفهومي الرغبة واللذة:تعتبر اللذة غاية كل الرغبات؛ إذ لا يجب أن ترغب في شيء إلا إذاكان لدينا وممتعا لنا
العلاقة بين مفهوم الرغبة من جهة ومفهومي الألم والخوف من جهة أخرى :تسعى الرغبة إلى تحقيق اللذة وبالتالي فهي دفع الألم والخوف لذلك يرى أبيقور أننا لا نحتاج إلى اللذة إلا عندما يكون غيابها سببا في الشعور بالألم أو الخوف
العلاقة بين مفهوم الرغبة ومفهوم السعادة :تعتبر اللذة مقياسا لكل الرغبات التي من شأنها تحقيق اللإنسان
العلاقة بين مفهومي اللذة والخير: اللذة هي الخير الأول، وهي المرجع أوالمقياس الذي يجب أن تسعى إليه وما يجب أن تتجنبه. إذا كان أبيقور يجعل أساس الرغبة هي اللذة، ويعتبر هذه الأخيرة هي الخير الأول ،فانه مع ذلك يدعو الى تجنب البحث عن اللذات الأليمة.

2- إشكالية النص
كيف تتحدد علاقة الرغبة باللذة؟ وهل تتمثل الرغبة في اللذات الحسية ؟
3 أطروحة النص
يؤكد أبيقور أنه بين الرغبة واللذة علاقة تلازمية إذ لا يجب البحث عن شيء إلا إذا كان يحقق لنا متعة ولذة. واللذة عند أبيقور هي الخير الرئيسي والطبيعي، وهي مقياس كل سعادة وتتمثل في تجنب الألم والخوف والسعي وراء تحقيق سلامة الجسم وطمأنينة النفس
4 مناقشة النص: - قيمة الأطروحة وحدودها
تكمن قيمةأطروحة النص في ربطه لسعادة الإنسان بجلب اللذة ودفع الألم؛ فالإنسان من هذا المنظور لا يبحث عن شيء إلا إذا كان سيحقق له متعة ولذة سواء تعلق الأمر بمستوى الجسم الروح هكذا يبدو أن الإنسان لا يمكنه أبدا أن يسعى نحو شيء يسبب له الألم. إلا إذا كان هذا الألم هو وسيلة تحقيق السعادة، فينبغي تحمل الألم لبلوغها.

نتفق مع أبيقو على أن السعادة تكمن في تلبية اللذات الحسية ،شريطة ان يكون ذلك بشكل معقلن ومتوازن، لكن نؤاخذه عل تجاهله لنوع آخر من اللذات ووهو اللذات المعنوية والروحية، والتي لها دور كبير في تحقيق سعادة المرء،فطمأنينة النفس لا تحدث بالضرورة عندما تتحقق اللذة الحسية بل يمكن أن تكون وراءها اللذة الروحية والعقلية المعنوية، مثلا قراءة كتاب ممتع يجلب لك لذة عقلية معنوية فتشعر بالسعادة، ممارسة العبادة الصلاة مثلا تجلب الطمأنينة.
الاسمبريد إلكترونيرسالة