JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

مفهوم الحقيقة /تقديم إشكالي. المحور الأول : الحقيقة والرأي

 

المحور الأول : الحقيقة والرأي

مفهوم الحقيقة 

تقديم إشكالي

قد لا يخلو اي حديث يوميا من استعمال لفظ الحقيقه وكل واحد منا عندما يبحث عنها سواء في الاعلام او في الماضي او في الحاضر سيجدها ليست واحده على الاقل في مظاهرها واشكالها فهل يستطيع الانسان ان يدعي العثور عليها وامتلاكها ولماذا نرغب فيها؟

 يحكى عن الفيلسوف اليوناني ديوجين الكلبي انه خرج ذات يوم يحمل مصباحا في واضحة النهار قاصدا السوق حيث عامة الناس منشغلون بالحياتهم اليومية، فكان يردد هذه العباره الغريبه "انا ابحث عن الحقيقه "فهل يحتاج المرء في البحث عن الحقيقه الى مصباح في واضحه النهار ؟ اليس كل شيء واضحا وجليا في النهار ؟عماذا كان يبحث فعلا المصباح ديوجين الكلبي؟

 تستعمل هذه الكلمة في سياقات ودلالات مختلفة قد نقول انما يكشفه العلم هو الحقيقي مقابل الوهم والخطا والخداع ،كما تستعمل الكلمة عند الحديث عن حقيقه المشاعر والافكار والمواقف هل هي صادقه ام لا؟ كما تطرح الكلمة عند البحث عن حقيقه ما جرى في التاريخ والماضي كي يفيد بناء الذاكرة الفردية والجماعية.

 لقد ادرك تاريخ الفلسفة اهمية الحقيقة في وجود الانسان في لغته ومعرفته بالعالم ،فست كل فلسفة الى تقديم خطابها بوصفها خطابا يبحث عن الحقيقة فهل الحقيقه معطاه ام يتم بناؤها ؟ما معاييرها وما قيمتها؟


المحور الأول : الحقيقة والرأي

الإطار الاشكالي

الراي _دوكسا_ هو انطباع شخصي يكونه الفرد بناء على ادراكه المباشر للاشياء او اعتمادا على الاعتقادات السائدة لدى الناس، وقد يختلف الرأي باختلاف الاشخاص حيث تتعدد أراء الناس وتختلف حول كثير من الأمور والآراء الشائعه لدى جمهور الناس قد لا تشكل معرفه دقيقه و مؤسسة و متماسكة بل تنطوي على تناقضات وأوهام ، وهذا ما يدفعنا الى التساؤل حول طبيعه العلاقه التي تربط بين الرأي والحقيقة ،فهل تتاسس الحقيقة على الرأي أم تشكل قطيعه معه؟


  • بدون علامة

    تحليل التصورات الفلاسفة

  1.  تحليل تصور الفيلسوف الفرنسيه رونيه ديكارت

 يذهب ديكارت إلى القول من منظور عقلاني ان الحقيقة عقلية وليست حسيه ،انها ما يعطيه العقل بعد الشك المنهجي في المعرفة الحسية وتجاوز اخطائها الموجودة في الرأي الشائع لدى جمهور الناس ،وفي هذا السياق يحافظ ديكارت على التعارض الذي أقامه الفيلسوف  افلاطون مثلا بين الرأي والحقيقة حيث يذكر ديكارت في تاملاته انه قد انتبه في سن مبكرة إلى أن الكثير من الآراء التي تلقاها من مجتمعه هي أراء خاطئة ينبغي رفضها والتخلص منها، ولكنه انتظر حتى يبلغ سن أكبر يصبح فيه اكثر نضجا ، لكي يقوم بشك منهجي وهدم لتلك الآراء من أساسها وإعادة بناء معارفه على أسس عقلية صلبة ويقينية ،لا يقتحمها الشك  و  أن لا يعتمد فيها إلا على بداهة   التفكير و وضوح الرؤية وصحة الإستنتاج


2_ تحليل تصور الفيلسوف الفرنسي غاستون بشلار


نرى بان الفيلسوف الفرنسي كممثل العقلانية المعاصرة يحافظ على التقليد العقلاني الذي يقيم تعارضا بين الرأي والعلم، ويحاول ان يبين في هذا الصدد ان الراي دائما خاطئ ،لانه يفكر بطريقه سيئة بل لا يفكر ابدا وانما يترجم الحاجات إلى معارف ، وهو اذ ينظر الى الموضوعات من زاوية نفعية يمنع نفسه من المعرفة الموضوعية لها، وان الراي كفكر نفعي وسطحي ودغمائي هو اول عائق ينبغي هدمه وتجاوزه من طرف من يريد معرفه العالم معرفة موضوعية. ينتقد باشلار العقلانية التقليدية التي اعطت الأولوية للعقل كما لو كان منبعا مطلقا للمعرفه والحقيقه مكتفيا بذاته، وعلى نقيض ذلك يؤكد بشلار على ان العقلانية العلمية المعاصرة هي عقلانية مطبقة ومفتوحة على عالم التجربة وتقيم حوارا وتكاملا بين العقل والتجربه، وان الحقيقة العلمية نسبية ولا توجد بمعزل عن الخطأ او هي خطأ قد تم تصحيحه، وهذا ما يجعلنا في تاريخ العلم ازاء معركه دائمة ضد الخطأ.


3_ تحليل تصور الفيلسوف ليبنز


  يدعونا لايينز الى عدم تجاهل الدور الذي يلعبه الرأي القائم على الإحتمال في تطور المعرفة الإنسانية،  لانه عندما لا نستطيع الحكم في مسألة ما بشكل قطعي ونهائي قد نرجح الرأي الاكثر احتمالا ولا ينبغي ان نحط من قيمة الرأي الوحيد والمعزول الذي لا يحظى بموافقة الأغلبية، لانه يمكن أن يكون أكثر صوابا ، وفي ذلك يعطينا لايبنيز المثال التالي من تاريخ العلم "فقد كان كوبرنيك وحيدا في رأيه وكان ذلك الرأي اكثر احتمالا بشكل لا يقبل المقارنة مع رأي باقي النوع البشري" ،ونظر لكون أغلب المعارف الإنسانية تقوم على آراء احتماليه ،فان ذلك ما جعل لايبنز يفكر في ايجاد طريقة منطقية رياضيه لحساب الاحتمالات تكون اكثر جدوى من اغلبية العلوم البرهانية

خلاصة تركيبية

من خلال تحليلنا لتصورات الفلاسفة، نجد بان الفلسفة تحاول البحث عن الحقيقه وتجدها في عالم غير معطى تبحث عنها بتجاوز عالم الرأي ،لكن هناك حقائق يدركها العقل يدركها  ويسندها الرأي ،بينما في المعرفة العلمية يكون الرأي عائقا أمام تكون المعرفة العلمية، فهو لا يفكر وإذا ينبغي هدمه وتجاوزه.


NameE-MailNachricht