JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Home

المحور الأول: أساس الإجتماع البشري





المحور الأول: أساس الإجتماع البشري

المحور الأول: أساس الإجتماع البشري
_ التأطير الإشكالي للمحور
إذا كان المجتمع البشري تجمعا منظما من الأفراد تربطهم علاقات متداخلة فبماذا تفسر هذا الميل وهذا الاتجاه نحو الاجتماع البشري؟ بمعنى آخر ما أساس الاجتماع البشري ؟ هل هو طبيعي فطري ضروري أم نتيجة تعاقد واتفاق ثقافي واجتماعي؟ وسواء كان المجتمع نتاجا طبيعيا أو تعاقديا اجتماعيا فما الغاية من تأسیسه هل يرتبط الأمر بتحقيق الرفاهية والسعادة من خلال إشباع حاجيات الأفراد وتحريرهم من القيود أم أن الأمر يتعلق بفرض قواعد وقيود على الأفراد داخل المجتمع ؟ وماهي المكاسب التي يجنيها تنظيم المجت التعاقد الاجتماعي أو كيف نفسر حالة الصراع والنزاع داخل المجتمع أهو حالة مرضية أم مبدا صحي ملازم للتطور؟
1_ المنظور التقليدي للإجتماع البشري:ضرورة الاجتماع البشري
تحليل نص عبد الرحمن ابن خلدون 732هـ 808
_ التعريف بصاحب النص
عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي 1382 - 1332 م مؤرخ عربي شهير ومؤسس علم الاجتماع ومفكر سياسي صاحب المقدمة المشهورة تونسي المولد أندلسي الأصل، ومغربي الثقافة، وعاش في أقطار ) شمال أفريقيا) المختلفة ما يقارب الخمسين عاما . ثم استقر به الأمر بعد ذلك في مصر، حيث تتلمذ في جامع القرويين ونهل من معارف الأبلي وابن مرزوق، وناظر علماء البلاط المريني ولقي بلسان الدين بن الخطيب الذي كان له أثر عظيم في تكوينه، وخدم الدولة المرينية بالمغرب الأقصى طوال حياته، ترك تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم. توفي ابن خلدون في مصر عام 1406 وتم دفنه قرب باب النصر بشمال القاهرة.
_ إشكالية النص
ما الأساس الذي نشأ عنه الاجتماع البشري، هل هو اتفاقي تعاقدي أم ضروري طبيعي فطري ؟

البنية المفاهيمية للنص
مدنية :هي الحالة التي يسودها الاجتماع بين الأفراد، حيث يسود النظام والتعاون قصد تحقيق حاجات كل شخص.
الاجتماع البشري :انصهار الأفراد داخل جماعة إنسانية يسودها التنظيم والتعاون قصد تلبية حاجات الإنسان .
العمران البشري: من فعل عمر يعمر، بمعنى البناء الحضاري والمدني الذي يؤدي إلى تطور البشرية وترقيها.
_ تحليل أطروحة النص
إن الاجتماع البشري في نظر ابن خلدون ضروري وفطري، فالإنسان يحتاج إلى أخيه الإنسان قصد ضمان عيشه وامنه البيولوجي والاجتماعي، أي تأسيس ما يسمى بالعمران البشري. وبذلك فالمجتمع يخضع لقوانين عامة، مثله في ذلك مثل الظواهر الفردية . لذلك بدأ ابن خلدون بحوثه بدراسة العوامل التي ترجع إليها نشأة الحياة الاجتماعية، وهي في نظره ثلاثة:
الضرورة : لكنها ضرورة طبيعية ولها مظهران إما ضرورة اقتصادية، لأن الفرد لا يستطيع أن يحصل على حاجاته كلها بنفسه. ولابد أن ينتج وأن يوفر الحماية....
الشعور الفطري : ذلك أن الإنسان في نظره مزود بشعور فطري تلقائي يدفعه إلى الاستئناس بأخيه الإنسان. ميل الفرد ورغبته الخاصة : فالإنسان ميل نحو تحقيق فكرة التجمع من أجل دفع عدوان الناس بعضهم عن بعض متى نشأ المجتمع على هذه الصورة يكون مسرحا لنوعين من الظواهر هما :ظواهر طبيعية : لا يتدخل المجتمع في هذه الظواهر بمعنى آخر لم ينشئها، لكنه وجدها كما هي عليه مستقلة عنه بطبيعتها تؤثر فيه ويتأثر بها... مثل العوامل المناخية و الجنس .....
ظواهر اجتماعية : وهي ظواهر يخلقها المجتمع ولا توجد منفصلة عنه، بل تشكل كلا متماسكا من الأجزاء ووحدة حية تتفاعل عناصرها وتتشابك أثارها.لذلك فأساس الاجتماع البشري عند ابن خلدون هو أساس طبيعي ضروري وفطري ، لأن الإنسان اجتماعي بطبعه أي يحتاج إلى أخيه الإنسان قصد ضمان عيشه وأمنه النفسي، وتحقيق حاجياته الأساسية في العيش، وهذا ما يسمى بالعمران البشري، وهو بذلك نابع من طبيعة الإنسان الفطرية.
_ البنية الحجاجية للنص
وظف ابن خلدون في إثبات أطروحته وتوضيحها جملة من الأساليب الحجاجية وتتجلى في:
حجة الاستشهاد ويتجلى في استشهاده بالحكماء الفلاسفة (أفلاطون وأرسطو خصوصا في قولهم بأن الإنسان ه، وذلك لتأكيد أطروحته القائلة بان الاجتماع البشري ضـروري.
حجة المثال: مثال الحنطة الإنسان يحتاج إلى الغذاء من أجل بقائه، وهو لا يستطيع أن يوفر لنفسه كل الحاجيات يحتاج إلى الغير من أجل توفيرها. مثال ذلك: حاجة الإنسان إلى قوت يوم من الحنطة يتطلب طعنا وعجنا وطبخا هي نتاج الصناعات متعددة من حدادة ونجارة وغيرها، وهي صناعات لا يستطيع القيام بها لوحده إلى الاجتماع مع غيره من أجل تحقيقها.
حجة المقارنة: إذا ما قارنا بين الإنسان والحيوانات، وجدنا هذه الأخيرة تتفوق عليه حيث الشراسة والقدرة. غير أن الله وهب للإنسان العقل واليد : بحيث يصنع آلات وأسلحة تمكنه من الدفاع عن نفسه وتأكيد تفوقه وكل ذلك يحتاج إلى التعاون بين أفراد الإنسان، هكذا يخلص النص إلى استنتاج أساسي وهو القول بأن الاإجتماع ضروري للجنس البشري.







NameEmailMessage